من أحكام الشهيد

ما هي الأحكام الشرعية المتعلقة بالشهيد ؟

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينُه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يَهدِه الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد.

فإنَّ من أفضل الأعمال عند الله تعالى: الجهادُ في سبيله، فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ) رواه الترمذي، وأحمد. وذٍروةٌ كلِّ شيءٍ: أعلاه.

وللشهداء الذين يقتلون في سبيل الله –تعالى- منزلة عظيمة، قال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} [البقرة: 154].

وقال سبحانه: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (170) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169-171].

وهؤلاء الشهداء لهم أحكام خاصة بهم: ابتداء ببيان من يسمى شهيدًا، وكيفية تجهيزهم للدفن، ومكان دفنهم، والفرق بين شهيد المعركة وغيره.

أجر القتيل في سوريا :

من خرج على النظام المجرم في سوريا بمظاهرة أو قتال لإعلاء كلمة الله ، و مدافعا عن دينه ، أو عرضه أو ماله ، أو نفسه ثم قتل ، فنرجو له أن يكون من الشهداء ، بل إننا  نرجو أن يكون من سادة الشهداء الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه و سلم (سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ ) أخرجه الحاكم في المستدرك .

 

  معاملةُ القتيل في سوريا:

-         من كان من المجاهدين الذين يقاتلون النظام السوري و أعوانه من المرتزقة فقتل ، و كان مسلما فله حكم الشهيد ، فلا يغسل و لا يكفن و لا يصلى عليه ، و هذا قول جمهور العلماء ، قال النبي صلى الله عليه و سلم عن شهداء احد (أنا شهيد على هؤلاء و أمر بدفنهم بدمائهم ، و لم يصل عليهم ، و لم يغسلهم ) رواه البخاري .

 و كذا من قتل في المعركة خطأ بيد أخيه المسلم أ انطلق عليه سلاحه فقتله ، أو وجد قتيلا بعد المعركة و لم يعلم سبب موته و إن لم يكن عليه أثر دم ، لأن الظاهر أن موته بسبب القتال .

و إنما ترك الغسل ليبقى أثر الشهادة عليهم ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (مَا مِنْ مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَكَلْمُهُ يَدْمَى اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ

و معنى (َكَلْمُهُ يَدْمَى) : الكلم الجرح ،و يدمي : أي يسيل منه الدم .

-         و يأخذ حكم شهيد المعركة  من قتل على يد البغاة أو الخوارج الذين أجمعت كلمة المسلمين على قتالهم .

-         فإن جرح المجاهد في أرض المعركة ، ثم حمل للعلاج ، أو اعتقل ، ثم مات :

فإن خرج من أرض المعركة و فيه حياة مستقرة ، بان تكلم أ و أكل أو شرب ، فيغسل، و يكفن، و يصلى عليه.

-         أما من قتل في المظاهرات أو في مداهمات البيوت  ، أو قتل تحت التعذيب ، فإن هؤلاء لا ياخذون حكم شهيد المعركة ، يغسلون و يكفنون و يصلى عليهم ، و لهم أجر الشهيد في الآخرة إن شاء الله زلأنهم مقتولون ظلما دون أموالهم و أعراضهم و انفسهم ، و عدم إلحاقهم بشهداء المعركة لنهم غير مقاتلين .

-         تَلقينُ المسلمِ حين احتضارِه :

أجمع أهل العلم على مشروعية تلقين الشخص حين احتضاره و قرب وفاته ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) روه مسلم

و ( لقنوا موتاكم ) : أي ذكروا من حضره الموت .

و يكون التلقين بالتلفظ بـ ( لا إله إلا الله ) و ذكرها أمامه حتى يقولها فإذا قالها كف عنه و إن تكلم بكلام غيرها أعاد تلقينه ، رجاء أن يكون آخر كلامه ( لا إله إلا الله )، و ذلك لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ) رواه أبو داود .

فإن لم ينطق بالشهادتين فلا مانع من أمره بها برفق و لطف و لين ، و ينبغي ألا يضجره بها ، فإن مات و لم ينطق بها فإن هذا لا يضره إن شاء الله ن ما دام قد نطق بها حال حياته، و مات و هو مصدق بها .

و أم الإمساك بيد المحتضر و تحريك سبابته فهو غير مشروع ، لعدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم .

و إذا كان المحتضر  من غير المسلمين ، فيشرع كذلك حثه على النطق بالشهادتين ما أمكن ، رجاء أن يموت على التوحيد و ذلك لما ثبت في الصحيحين ، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعمه أبي طالب : ( أي عم ، قل لا إله إلا الله  ، كلمة أحاج لك بها عند الله ) .

حُكم غسلِ الموتى المقطَّعة أعضاؤهم :

إذا وجد الميت أشلاء مقطعة ، أو كان هناك عدد من أشلاء عدة موتى فالواجب تجميع أشلاء و أعضاء كل ميت على حدة ، و تغسيلها و تكفينها و الصلاة عليها ، حتى و لوكان الموجود منها بعض الميت كيده أو رجله فقط و تدفن في قبر واحد

و إن تعذر معرفة أصحاب هذه الأشلاء : فتدفن متفرقة ، فإن تعذر ذلك فيجمع في القبر الواحد بين أكثر من جزء للضرورة ز

فإن صلى على الميت ثم وجد جزء آخر منه : فتغسل هذه الأجزاء ، و تكفن  و تدفن في المقبرة و لا يصلى عليها ز

و إن تعذر تغسيل الميت لشدة  إصابته : فيصب عليه الماء صبا دون مس جسده فإن  تعذر  ذلك يمم بالتراب ن فيضرب رجل التراب بيديه و يمسح بهما وجه الميت و كفيه .

فإن أمكن تغسيل بعض اجزائه دون بعض : غسل ما أمكن غسله من هذه الأجزاء و يمم الميت في وجهه و كفيه عن الأجزاء الأخرى .

و إن لم يمكن تغسيله أو تيممه بالتراب لشدة الإصابة ، أو تعذر مسكه و التعامل معه : فإنه يكفن دون غسل أو تيمم .

أما أشلاء المجاهد : فإنها تجمع و تلف بما بقي من ثيابه ، و تدفن دون أن تغسل أو تكفن .

 الصلاةُ على الغائب:

صلاة الغائب مشروعة فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم( نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، فخرج بهم إلى المصلى ، فصف بهم و كبر عليه اربع تكبيرات ) رواه الجماعة .

لكن لم ينقل عن النبيى صلى الله عليه و سلم أوعن  صحابته رضي الله عنهم في الصلاة على الغائب غير هذه الحادثة ، لذا اختلف العلماء في حكم فعلها على أقوال :

فمنهم من منعها مطلقا و منهم من أجازها مطلقا و منهم أجازها في بعض الأحوال

و الصحيح و الله أعلم : أن من مات من المسلمين و لم يصل عليه أحد منهم ، لكونه مات بين الكفار و ليس معه مسلمون ، أو مات أسيرا او مقتولا تحت التعذيب ن ثم دفن من غير صلاة عليه ن و نحو ذلك فيشرع لمن علم به ان يصلي عليه صلاة الغائب .

ثم توفي صلى الله عليه و سلم في المدينة و لم يثبت عن احد منهم أنه صلى عليه صلاة الغائب في البلدان الأخرى ن ثم توفي الخلفاء الراشدون و لم يذكرعن أحد من الصحابة الصلاة عليهم في مختلف البلدان .

لكن إن أقيمت صلاة الغائب في جماعة كالمساجد أو المصليات أو ساحات الاعتصام و نحوها ، فنرى لمن حضرها ان يؤديها مع الجماعة تقوية لجانب الألفة و الاجتماع بين المسلمين .

 دفنُ الميت:

من السنة المسارعة في تجهيز الميت و تكفينه و الصلاة عليه و دفنه في مقابر المسلمين ، إكراما وحفاظا عليه من التغيير و الفساد و هو من الإسراع بالجنازة الذي حث عليه النبي صلى الله عليه و سلم في قوله ( أسرعوا بالجنازة ن فإن تك صالحة فخير تقدمونها ن و إن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) متفق عليه .

فإن تعذر دفن الميت في المقبرة بسبب الخوف من القصف أو الاعتقال : فيدفن في أي مكان متاح من الأرض و يبدأ بالأرض المملوكة له ،ثم الأراضى غير المملوكة لأحد  و التى لا ينتفع بها الناس كالوديان و السهول و نحو ذلك ن و لايدفن في الأماكن العامة المأهولة كالحدائق العامة و الساحات إلا عند تعذر دفنه في غيرها و ينبغي حين ذلك حفظ أماكنها و تمييزها حتى لا تتعرض للتدنيس أو الامتهان و لنقلها لاحقا إن احتيج إلى ذلك.

 

 نقلُ الميتِ لدفنِه في مكانٍ آخر:

الأصل أن الميت يدفن في مقابر البلد الذي مات فيه ن مقاتلا كان أو معتقلا ن سواء كان الميت من أهل ذلك البلد أم لم يكن و هى السنة التي جرى عليها العمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم و في عهد أصحابة رضي الله عنهم و قد دفن النبي صلى الله عليه و سلم من قتل من اصحابه في بدر عند ذلك المكان ، و من قتل في احد عند جبل أحد و هكذا .

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال ( كنا حملنا القتلى يوم أحد لندفنهم]  أي في المدينة [ فجاء منادي النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم  يأمركم أن تدفنوا القتلى في مضاجعهم ) رواه ابو داود

و معنى (في مضاجعهم): أي في الموضع الذي قتلوا فيه

و يجوز نقل الميت ليدفن في بلد ىخر إذا كان ذلك لحاجة و غرض صحيح ن مثل أن يخشى علي قبره من الاعتداء و انتهاك حرمته، أو لعدم ملائمة المكان لدفنه ، فينقل في مكان آخر يؤمن عليه.

أما نقل الميت لأن يكون قريبا من أهله ، أو ليدفن بينهم ، فقد اجازه بعض اهل العلم ن إن كانت المسافة قريبة ، و لم يخش عليه من التغيير أو انتهاك حرمته ن و هو ماورد به عمل عدد من الصحابة رضي الله عنهمن و منعوه إذا كانت المساقة بعيدة ن و لايسلم فيه من التغيير او انتهاك الحرمة .

 دفنُ أكثرِ من شخصٍ في قبرٍ واحد

الأصل أن يدفن كل شخص في قبر وحده ، فإن تعذر ذلك لضيق المكان أو الوقت او تعذر وجود من يحضر القبور و نحو ذلك ، فيجوز دفن الرجلين أو الثلاثة في القبر الواحد ، و كذلك المرأتين و الثلاثة أو الطفلين و الثلاثة .

لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه (كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد  ثم يقول أيهما أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال أنا شهيد على هؤلاء وأمر بدفنهم بدمائهم و لم يصل عليهم  ولم يغسلهم) رواه البخاري

و لايجمع بين النساء و الرجال في قبر واحد إلا عند تأكد الضرورة ، و يباعد بينهما قدر الإمكان ، و يفصل بينهما بما يستطاع ن كأن يوضع بينهما حاجز من تراب أو لبن أو يفصل بينهم بالأطفال .

 نبشُ قبرِ الميت:

إن دفن الميت فلا يجوز نبش قبره إلا لضرورة ن لما فيه من انتهاك لحرمة الميت و حرمة قبره و مخالفة لما كان عليه سلف الأمة ، قال النوووي في منهاج الطالبين " و نبشه بعد دفنه للنقل وغيره ك حرام إلا لضرورة ، بأن دفن بلا غسل أو في أرض أوثوب مغصوبين أو وقع فيه مال أ و دفن لغير القبلة...)

كما أجاز الفقهاء النبش و النقل لحاجة معتبرة كمن دفن في مكان مأهول كالحدائق و بين البيوت أو دفن في ارض هي مجرى للنجاسة أو طريق عام للناس او كان عرضة لنبش السباع الضارية ، و نحو ذلك ز

و يدخل في الجواز :

نقل الميت إذا خيف من الاعتداء علي قبره من قبل الأعداء

 

 أحكام قتلى غير المسلمين:

-         من شارك في المظاهرات أو في قتال النظام السوري من غير المسلمين فقتل فلا يسمى شهيدا ، و ذلك لأن الشهادة مصطلح شرعي له دلالته و أحكامه في الدنيا و الآخرة لكن لابأس أن تطلق عليه ألفاظ أخرى كالمناضل أو المقاوم أو نحوها .

-         فإن لم يوجد من أهله من يقوم بتجهيزه و دفنه ،فيقوم بذلك من معه من المسلمين ن لكنه يدفن في غير مقابر المسلمين .

-         و إذا وجد بعض أهله لكن لايمكنهم القيام بذلك وحدهم ن فعلى من علم حالهم مشاركتهم و مساعدتهم في ذلك .

-         و لابأس بتعزية اقارب غير المسلم في فقيدهم ، قياسا على زيارة المرضى فقد كان صلى الله عليه و سلم يزور مرضى غير المسلمين فعن أنس رضي الله عنه قال (كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقعد عند رأسه فقال له أسلم فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال أطع أبا القاسم فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار)  رواه البخاري

كما أن تعزية غير المسلم تدخل في عموم البر في قوله تعالى (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة : 8

و على المعزي أن يتخير من ألفاظ التعزية لأهل الميت ما يناسب حالهم ، كحثهم على الصبر و مواساتهم و تذكيرهم بأن هذه سنة الله في خلقه ، كقول : عوضكم الله خيرا أو أخلفكم خيرا أو جبر مصيبتكم أو أحسن الله إليكم و نحوها .

-         أما الدعاء للميت غير المسلم بالمغفرة  فلا يصح لأن الله تعالى نهى عن ذلك فقال ( ما كان للنبي و الذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين و لو كانوا أولي قربي ) التوبة : 113 و جاء في سبب نزول هذه الآية ( أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال لعمه أبي طالب لما توفي على الشرك : 0 و الله لأستغفرن لك مالم أنه عنك  ن فأنزل الله : (ما كان للنبي و الذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين و لو كانوا أولي قربي ) متفق عليه

-          و قد أجمع العلماء على أن الدعاء لغير المسلم بالمغفرة بعد موته غير جائز ، قال النووي في المجموع :( و أما الصلاة على الكافر و الدعاء له بالمغفرة فحرام بنص القرآن و الإجماع )

 

و الدعاء بالرحمة لغير المسلم لا يجوز كالدعاء بالمغفرة ، لأن الرحمة أخص من المغفرة بتخفيف العذاب أو العفو عن السيئات و كلاهما منفي عن غير المسلم .

نسأله تعالى أن يتقبل الشهداء ، و يعلي درجتهم و أن يصبر اهاليهم و يؤجرهم و يعوضهم خيرا .

و الحمد لله رب العالمين .

 

المفتى أو المستشار: 
هيئة الشام الإسلامية