هل يجب على المجاهدين تغيير المنكرات بجانب مجاهدة النظام السوري؟

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد /
الواجب على كل من رأى منكرًا أن ينكره بحسب استطاعته؛ لماورد في الصحيح من قوله -صلى الله عليه وسلم-: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)
فيجب عليكم أن تنكروا على كل من التبس بهذا المنكر المعلن أو شارك فيه أو أعان عليه أو قام بحمايته و تبينوا لهم أن ما يقومون به حرام في شرع الله و أنهم شركاء في الإثم ، حتى و لوكان الحكم معلوما لديهم قياما بواجب النصيحة و التذكير.
و ترك الإنكار عليهم و السكوت عنه و عدم السعي في إزالته موجب لسخط الله تعالى و الهزيمة أمام الأعداء و يعمق المحنة و يؤخر النصر ، في وقت يحتاج الجميع في سوريا و في غيرها من بلاد المسلمين أن يعودوا إلى الله تعالى ليرفع البلاء الذي عم الأمة بسبب الذنوب و البعد عن مرضاة الله تعالى .
كما قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) المائدة
ثم إذا لم ينتصحوا و يرجعوا و يتوبوا و ينتهوا ، حينها يجب عليكم السعي بازالتها بالقوة بمراعاة المصالح و المفاسد في ذلك ، و ذلك بأن يترجح لديكم من أخبارهم و أحوالهم الطريقة العملية المناسبة لتحقيق مقصد الشرع و هو إزالة هذا المنكر بحيث لا يأتي بما هو أشد منه بمقياس الشرع ، مثل أن يؤدي إنكار ه و السعي إلى إزالته إلى تعطيل جهاد النظام النصيري ، و لايخفى أن تعطيل جهاد النظام النصيري أعظم مفسدة من مفسدة شقة يدار فيها البغاء و كلاهما مفسدة يجب إزالتها و لكن بحسب الموازنة الشرعية ، و يقاس على ذلك .
أما ما ذكرتم من حماية بعض فصائل الجيش الحر لهم ، فإن كان المقصود بالحماية أن المنطقة بصفة عامة تحت حمايتهم و إدارتهم ، وهم لا يتعرضون لهم باعتبار أولويات العمل بحسب اجتهادهم ، فلا ياثمون بذلك ،و لكن ينصحون و يذكرون بما ذكرناه سابقا ، و لاينبغي إذا أصروا على اجتهادهم أن تدخلوا معهم في صدام لأن هذا يعد منكرا أشد من المطلوب تغييره، لما يترتب عليه من مفاسد أعظم .
أما إن كان المقصود من الحماية حماية هذا المنكر ، و القائمين عليه ،فلا شك أنهم أثمون إثما عظيما في حماية هذا المنكر المعلن المعلوم حرمته من الدين بالضرورة ، فهؤلاء أعظم جرما ممن فعلها لأنه من الذين يشيعون الفاحشة في الذين آمنوا بالقوة ، قال الله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
أما عن سؤالكم :هل نقتل الشخص الذي يقبض المال للفاحشة أم نترك الأمر على حاله؟
و الجواب عنه هو أن القتل عقوبة لابد أن تكون ناتجة عن وصف شرعي قام بالشخص يوجب القتل ، وحال من ذكرت ليس واحدا من حيث العقوبة فهو مرتكب لكبيرة توجب التعزير ، لأنه ليست عقوبة القواد في الشرع القتل إلا أن تقوى مفسدته فيقتل تعزيرا إذا رأى الأمير هذا ،أو أي تعزير آخر تندفع بها مفسدته .
و لابد أن يعلم أن المقصود هنا هو إزالة المنكر و مكوناته و ليس إقامة حكم على الشخص فهذا له مقام آخر .
و أرى أنه إذا كان ممن يستغل الوضع في سوريا فيغري الفقيرات مستغلا حاجتهن و يوقع بهن للعمل معه أو يسعي بهن لغيره ، فإن قتله لا بأس به ، لأن ذلك من باب الدفاع عن الأعراض المصونة ، و المجاهد في سوريا من أهم أعماله الجليلة الدفاع عن الأعراض المصونة .
و بالجملة :
إن انشغال المجاهدين بإزالة المنكر الأكبر في سوريا لا يسوغ لهم ترك إزالة مثل هذه المنكرات طالما لا تتعارض مع دفع المنكر الأكبر و لا تؤثر على سير مجاهدته
لا سيما و أن إنكار مثل هذه المنكر ات من جنس الجهاد في سبيل الله كما قال أهل العلم .و الله أعلم
- قرأت 640 مرة