صراع الإسلام والجاهلية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
تواجه الأمة فى هذه الآيام هجمة شرسة من أخطر الهجمات التى تعرضت لها الأمة عبر تاريخها الطويل .. بعد أن كانت الحرب على الإسلام مستترة والخداع قائم والتلبيس منتشر .. أصبحت الآن الحرب مباشرة وواضحة لمن عنده بصيرة .. أما من على قلبه الران فهو لا يبصر ذلك بل ويرى الحق باطلا والباطل حقا.
بعد أن كان العلمانيون يتدسسون ويضعون سمومهم بتجمل وتجميل ويحيطون كلامهم بكثير من التلبيس، الآن بكل وضوح يطالبون أن تكون البلاد علمانية، والبعض بطريقة سافرة واضحة يقول: لا أريد الشريعة.
ووجدنا من يتجرأ ويعلن على الملأ فى وسائل الإعلام دون حياء تقبله أن تمارس أخته الفاحشة إن هى أرادت ذلك تعبيرا عن الحرية، فلا قيود على حريتها ولا ضابط لها، وبالتالى تقبله فعل الفاحشة بشكل علني يتضمن إنكاره إقامة الحدود وتعطيل الشريعة، وتقديم عقله وهواه على شرع الله.
وخلاصة مرادهم أن يصبحوا سُدى، لا يؤمروا ولا ينهوا من قبل الله، قال تعالى: " أيحسب الإنسان أن يترك سُدى " .. ( القيامة 36 )
قال الإمام الشافعى رحمه الله: ( لم يختلف أهل العلم بالقرآن فيما علمت أن السدى الذى لا يؤمر ولا ينهى، ومن أفتى أو حكم بما لم يؤمر به ، فقد اختار لنفسه أن يكون في معاني السدى ) .. كتاب إبطال الاستحسان، ضمن كتاب الأم ( 7/ 271).
وذلك واضح جلى فى الجاهليات القديمة: فجاهلية قوم لوط أرادوا الحرية الجنسية بلا ضوابط فضلوا وهلكوا.
قال تعالى: " أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ " (النمل 55 ) .. غلب عليهم الجهل والشهوة حتى وصلوا للشذوذ، وإتيان الرجال بدلا من النساء.
قال تعالى: " فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ " (النمل 56 ) .. وذلك لما نهاهم لوط عليه السلام عن الفاحشة، أرادوا إخراجه وآله من القرية، وسبب ذلك أنهم أناس يتطهرون، أصبحت الفاحشة والرذيلة عندهم خير من الطهارة والنظافة، فقد انتكست قلوبهم وعقولهم.
فنجى الله لوطا وأهله إلا امرأته، وأهلك المجرمين الظالمين كما قال تعالى: " فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ " (النمل 57-58 )
وجاهلية قوم شعيب أرادوا الحرية الاقتصادية بلا ضوابط فضلوا وهلكوا.
قال تعالى: " قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ " ( هود 87 ) .. إنهم يريدون أن يتصرفوا بحرية بلا ضابط فى أموالهم، ولا يريدون شريعة تقيدهم أو قانون يضبط اقتصادهم إلا ما أرادوا هم حسب عقولهم القاصرة .. وطغت هذه الفكرة على عقولهم حتى غشيته تماما فأصبحوا لا يفهموا كثيرا من كلام شعيب عليه السلام رغم وضوحه وسهولته ..
قال تعالى : " قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ " ( هود 91 ) .. وكانت النهاية مثل كل نهاية من طغى وتجبر، قال تعالى: " قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ " ( هود 92 - 95 ).
أما الجاهلية الحديثة فأرادت الشر كله، أرادت الحرية بلا ضابط فى الجنس والاقتصاد والفن والأدب والتجارة والصناعة والسياحة والحكم والتشريع.
جاهلية دنسة حقيرة تهتم بنظافة الملبس والمسكن ولا تهتم بنظافة القلب
تبحث عن صحة الجسد ولا تهتم بصحة القلب وخلوه من أمراض الشبهات والشهوات، فيبحثون عن طبيب الأبدان وعالم الصحة ويحاربون طبيب القلوب عالم الشريعة ، وهم أحوج الناس إليه، فبفقد الأول تموت الأبدان وبفقد الثانى تموت القلوب والأرواح.
قال الشافعى رحمه الله: " ينبغى للرجل ألا يسكن بلداً إلا وفيها طبيب ينبئه عن أمر بدنه، وعالم ينبئه عن أمر دينه ".. مناقب الشافعي للبيهقي (2/ 115)
والعلمانية فى حقيقتها عبودية البشر للبشر، يقول سيد قطب رحمه الله: " لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية وعادت البشرية إلى مثل الموقف الذي كانت فيه يوم تنزل هذا القرآن على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ويوم جاءها الإسلام مبنياً على قاعدته الكبرى:
«شهادة أن لا إله إلا الله» .. شهادة أن لا إله إلا الله بمعناها الذي عبر عنه ربعي بن عامر رسول قائد المسلمين إلى رستم قائد الفرس، وهو يسأله: «ما الذي جاء بكم؟» فيقول: «الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادةِ الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام» ..
وهو يعلم أن رستم وقومه لا يعبدون كسرى بوصفه إلهاً خالقاً للكون ولا يقدمون له شعائر العبادة المعروفة ولكنهم إنما يتلقون منه الشرائع، فيعبدونه بهذا المعنى الذي يناقض الإسلام وينفيه فأخبره أن الله ابتعثهم ليخرجوا الناس من الأنظمة والأوضاع التي يعبد العباد فيها العباد، ويقرون لهم بخصائص الألوهية- وهي الحاكمية والتشريع والخضوع لهذه الحاكمية والطاعة لهذا التشريع- (وهي الأديان) .. إلى عبادة الله وحده وإلى عدل الإسلام) .. ( فى ظلال القرآن – 2/1057)
والعلمانية كفر بالله لأنها تقدم زباللات أذهان البشر على كلام رب البشر ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) ..
( فَقَاتَلَ اللَّهُ أَصْحَابَ التَّحْرِيفِ وَالتَّبْدِيلِ، مَاذَا حُرِمُوهُ مِنَ الْحَقَائِقِ الْإِيمَانِيَّةِ وَالْمَعَارِفِ الْإِلَهِيَّةِ، وَمَاذَا تَعَرَّضُوا بِهِ مِنْ زُبَالَةِ الْأَذْهَانِ، وَنُخَالَةِ الْأَفْكَارِ، وَمَا أَشْبَهَهُمْ بِمَنْ كَانَ غِذَاؤُهُمُ الْمَنُّ وَالسَّلْوَى بِلَا تَعَبٍ فَآثَرُوا عَلَيْهِ الْفُومَ وَالْعَدَسَ وَالْبَصَلَ، وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَنْ يُذِلَّ مَنْ آثَرَ عَلَى الْأَعْلَى، وَيَجْعَلَهُ عِبْرَةً لِلْعُقَلَاءِ). مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ص 78.
والدعوة إلى العلمانية هى دعوة جاهلية .. يقول سيد قطب رحمه الله:
( إن الجاهلية ليست فترة ماضية من فترات التاريخ. إنما الجاهلية كل منهج تتمثل فيه عبودية البشر للبشر.
وهذه الخاصية تتمثل اليوم في كل مناهج الأرض بلا استثناء. ففي كل المناهج التي تعتنقها البشرية اليوم، يأخذ البشر عن بشر مثلهم: التصورات والمبادئ، والموازين والقيم، والشرائع والقوانين، والأوضاع والتقاليد.
وهذه هي الجاهلية بكل مقوماتها. الجاهلية التي تتمثل فيها عبودية البشر للبشر، حيث يتعبد بعضهم بعضا من دون الله.
والإسلام هو منهج الحياة الوحيد، الذي يتحرر فيه البشر من عبودية البشر. لأنهم يتلقون التصورات والمبادئ، والموازين والقيم، والشرائع والقوانين، والأوضاع والتقاليد، من يد الله- سبحانه- فإذا أحنوا رءوسهم فإنما يحنونها لله وحده، وإذا أطاعوا الشرائع فإنما يطيعون الله وحده، وإذا خضعوا للنظام فإنما يخضعون لله وحده. ومن ثم يتحررون حقا من عبودية العبيد للعبيد، حين يصبحون كلهم عبيدا لله بلا شريك.
وهذا هو مفرق الطريق بين الجاهلية- في كل صورة من صورها- وبين الإسلام. وهذه السورة تتولى رسم مفرق الطريق بالدقة وبالوضوح الذي لا تبقى معه ريبة لمستريب.) .. فى ظلال القرآن 1/557
والعلمانيين العرب استوردوا العلمانية وما فقهوا لما قامت وكيف نشأت أو علموا ذلك بشكل سطحى وغير صحيح، فالعلمانية باختصار شديد قامت فى أوربا ضد الدين الكنسي المحرف والذى كان يحارب العقول والإبداع والتفكير، وكانت الكنسية تسيطر على كل شىء فى حياتهم بطريقة مقيتة من مولده وتعميده وذنوبه واعترافاته وزواجه ومماته، ويستعبدوا الناس ويأكلوا أموالهم بالباطل ( يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ).
والإسلام ليس به شىء من هذه الوصاية والسيطرة فليصل الإنسان حيث شاء فجعلت الأرض مسجدا وطهورا، والزواج يتم بأيسر الأمور بولي وشهود وإيجاب وقبول، والتوبه بابها مفتوح فى أى وقت بلا وساطة من أحد، ولا صكوك غفران، تحرر كامل من العبودية إلا لله " ألا له الخلق والأمر" .. هو الذى خلق فهو وحده الذى يأمر فيطاع.. وأمره كله خير ورحمة بخلقه وهو الذى يعلم ما يصلح العبد فيأمره به وما يفسده فينهاه عنه.
والإسلام لا يحارب الحرية بل يدعوا إليها ولكن بضوابطـ، والإسلام لا يحارب الشهوات إنما يضبطها ويهذبها، فأحل الله للإنسان الطيبات من المأكل والملبس والزواج والتمتع بكل طيب، دون عدوان أو تعدي.
ويظن دعاة العلمانية أنهم سيتقدموا كما تقدم الغرب عندما نبذ الدين وراء ظهره، وهذا ظن فاسد، فإن دينهم المحرف حارب العقل والتفكير والإبداع، أما الإسلام فيأمر بذلك ويدعوا إليه أصلا.
والعجب أنهم يتركوا الانضباط الذى لدى الغرب والتفاني فى العمل والجدية والعدالة والمساوة والمسائلة والرقابة ومحاربة الفساد المالي والاهتمام بالعلم وغيرها من الأمور الصحيحة، ويبحثوا عن التعري وانفلات الشهوات وحرية المرأة بلا ضابط، فتهدم الأسر، ويضيع الأولاد، ويذهب الاحترام، وتتفسخ الأخلاق، وتظهر النفعية والمصلحية البحتة ويفشوا الانحلال والفساد، فلا هم تقدموا ولاهم حافظوا على دينهم.
بل خسران فى الدين والدنيا نعوذ بالله من ذلك.
يقول الدكتور مصطفى محمود ( وهى غواية لها جاذبيتها، فهم سوف يلبون لك شهواتك ولذاتك.. ولكن لذاتك ليست هدفهم، بل هدفهم عزل الدين وإخراجه من الساحة، و إبطال دوره.. وأدواتهم هذه المرة هى السينما والمسرح والملهى والمرقص والبار والخمور والمخدرات والنساء الباهرات، وكغطاء فلسفى لتلك الهجمة الشرسة جاءوا بالعلمانية.. دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله.. ولله المسجد تصلى فيه وتتعبد وتسجد وتركع كيف شئت.. ولكن الشارع لنا والسياسة لنا، ونظام الحياة من شأننا ولا شأن لله فيه، ولا أمر ولا نهى لله فيه.. ( نعم للعقيدة ولا للشريعة ) .. والمعركة مازالت دائرة ونحن فى معمعتها، والراية هذه المرة هى الإسلام السياسى.. نكون أو لا نكون.. وهم مازالوا يمكرون بنا.. فإن خروج الإسلام من الحياة سوف يعقبه خروج الإسلام من المسجد ثم هزيمته الكاملة.. فالإسلام منهج حياة ولا يمكن أن يكون له نصف حياة أو أن يسجن فى صومعة ). الإسلام السياسى، والمعركة القـادمة ص8
وزادت مساحة الإلحاد بطريقة غير مسبوقة وهى نتيجة طبيعية للعلمانية.
وازداد الأمر سوءاً عندما سكت الدعاة إلى الله، الذين قدموا الكثير والكثير من الخطب والمحاضرات والكتب، فلا تسمع لهم حسا، ولا يصرحون بموقفا، رغم أنهم كثيرا ما كانوا يثنون على مواقف العلماء الصادعين بالحق، الذين لا يخافون فى الله لومة لائم، الذين ضحوا بالغالى والنفيس من أجل هذا الدين والدفاع عنه، وإظهار الحق ورد الضلال والبدع والزيغ، وكم قص هؤلاء الدعاة لتلاميذهم مواقف بطولية للعلماء عبر التاريخ كموقف أحمد بن حنبل رضى الله عنه من فتنة خلق القرآن رغم الحبس والقيد والتعذيب، ومواقف كثيرة للعلماء العاملين عبر التاريخ، فلما جائتهم فرصة ذهبية للصدع بالحق والذب عن الدين إذا هم يصمتون، وقد كان بعضهم يرى " إن من خصائص الداعية الكبير الهمة أنه لا يترخص في السكوت عند قوة أهل الفجور وأذاهم، لأنه يرى أن الترخص هنا من شأن العامة من المستضعفين، وأما الدعاة و القادة والعلماء، فيتمسكون بالعزيمة ويصدعون بالحق وإن لحقهم الأذى و العذاب"
لكن الأخطر من صمت بعض الدعاة والمتصدرين هو انحراف البعض فياليتهم سكتوا مثل أصحابهم ولكنهم تكلموا بباطل من القول وزورا، وهاجموا الحق وأهله، وسكتوا عن الباطل وأهله، وبرروا الظلم والطغيان بل وساندوه وأيدوه ووقفوا معه فى صف واحد، وغيروا وبدلوا ونكسوا وانتكسوا، ففتنوا وفتنوا، وهؤلاء الدعاة والمتصدرين بقى معهم الجهله والمقلدة والإمعات وأصحاب المصالح والهوى، وانفض من حولهم كثير من الشباب، فريقاً التمس الطريق الصحيح بالدليل الصحيح، وفريقا ضل فذهب إلى العلمانية، وفريقا ذهب إلى الغلو فى التكفير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن مازال هناك بقية من أهل العلم تحمل هم هذا الدين وتضحى بالغالى والنفيس من أجله " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " . رواه البيهقي
فثبتوا وما بدلوا وبينوا وما صمتوا ونصحوا وما غشوا .. فجزاهم الله خير الجزاء.
ولأن الغرب يدرك جيدا أن الحرب على الإسلام بطريقة مباشرة يجعل المارد الإسلامى يستيقظ، لذا فإنهم يحاربونه من الداخل بأناس ينتسبون للإسلام فيسهل الخداع والتدليس ويستخدم هؤلاء دعاة الفتنة فيبدلوا الدين بدعوى "تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان " و"المصالح والمفاسد" وتحريف الكلم عن مواضعه، والقياس الفاسد، والتأويل الخاطىء.
وقد رأينا العجب العجاب فصار العدو صديقا والصديق عدوا، وتفشى الظلم وانتشر الفساد والإفساد وما يخططون له أعظم قاتلهم الله.
فيا أخى جاهدهم بالعلم والقرآن والقلب والجنان واليد واللسان وبكل ما تستطيع من جهد وطاقة، انصر دينك وعقيدتك، واصبر واثبت، واستغفر وتب، واسجد واقترب،
تحرك وتعلم واصبر وصابر وادعوا وجاهد ولا تتعجل النصر فإن له وقت معلوم
وكن على يقين من قوله تعالى:"كتب الله لأغلبن أنا ورسلي".
- قرأت 265 مرة