عبد الله الحبشي: من هو ؟

الشيخ عبد الرحمن دمشقية

 

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه وبعد ..

فهذا تعريف موجز ومفصل عن مؤسس فرقة الأحباش عبد الله الهرري الحبشي ، وقد قدم  إلى لبنان واغتر به الناس وجهلوا أنه أتى من بلد يبغضه أهلها حتى صاروا يلقبونه " بشيخ الفتنة " حسب شهادة بعض أقارب الحبشي وذلك لملامسته في فتنة ( كلب ) في بلاد هرار بإيعاز من أهل أديس أبابا حيث تعاون مع أعداء المسلمين وبالتحديد حاكم ( أندارجي ) صهر ( هيلاسيلاسي ) ضد الجمعيات الإسلامية وتسبب في إغلاق مدارس الجمعية الوطنية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة هرر سنة 1367هـ 1940م، وصدر الحكم على مدير المدرسة ( ابراهيم حسن ) ثلاثاً وعشرين سنة مع النفي، وبالفعل تم نفيه إلى مقاطعة ( جوري ) طريداً سجيناً وحيداً حتى قضى نحبه بعد سنوات قليلة. ثم انتهى الأمر بتسليم الدعاة والمشايخ إلى هيلاسيلاسي وإذلالهم، ومنهم من فر إلى مصر والسعودية واستقر بها .

 

وسبب هذا التعاون بين الحبشي وبين السلطة ضد القائمين على مدارس تحفيظ القرآن اتهامه لهم أنهم ينتمون إلى العقيدة الوهابية .

ولا يزال التاريخ يذكر له فتنة  ( كلب ) التي كان من نتيجتها إغلاق مدارس تحفيظ القرآن ونفي الدعاة والمشايخ وسجنهم، و بسببها أطلق الناس هناك على الحبشي صفة ( الفتان ) أو ( شيخ الفتنة ) .

لقد كان الحبشي يستغل بساطة الناس وحبهم للدين فيملأ قلوبهم غيظاً على خصومه من المشايخ ويزور كلامهم ويسلط العامة والغوغاء عليهم وذلك على النحو الذي يفعله اليوم في لبنان.

 

ثم هو منذ قدم لبنان لم يزل يعمل على بث الاحقاد ونشر الفتن . تماماً كما فعل في بلاده. وما أن خلا له الجو حتى بدأ يعاود الفتنة نفسها :

فنشر عقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذهب الجهمية في تأويل صفات الله وإرجاء وجبر وتصوف وباطنية ورفض وسب للصحابة، فسب معاوية ووبخ الذين توقفوا عن القتال بين الفئتين المسلمتين. واتهم عائشة بعصيان أمر الله تعالى.

 

وأتباعه اليوم ينكرون ماضيه الخائن، ولكن أنظروا أليس قد فعل ذلك نفسه اليوم؟ ألستم تلاحظون توطئهم مع أعداء المسلمين جهراً وليس سراً، أليس هذا دليلاً على صدقنا فيما اتهمناه فيه؟ أليست خيانة اليوم دليلاً على خيانة الامس.

 

وهو رجل شديد الخصومة كما هو معروف عنه، وإذا حشره خصمه في المناقشة فإما أن يظهر إنفعالات مصطنعة أمام أتباعه وهي إشارة لهم إما بضربه أو طرده، وإما أن ينسحب بهدوء إلى غرفته ويترك خصمه لأتباعه يجادلهم ويجادلونه، وإذا سأل الخصم عن سبب انسحاب الحبشي قالوا إن الشيخ متعب ويريد أن يستريح. ولقد حدث هذا لي معه شخصياً ومع بعض الإخوة .

 

لقد نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لا يرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من أرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله. ومسارعة إلى مسايرة الطواغيت وتحايل على الله في مسائل الفقهيات فيما يسمونه بـ ( الحيل الشرعية ). وله من طرائف الفتاوى وعجائبها والاحتيال الديني ما يثير الضحك .

 

·   ثم بدأ بتسليط لسانه اللاذع على خصومه فكفر  الألباني وابن باز ( رحمهما الله ) ورمى ابن تيمية بالكفر والردة والزندقة وأمر بإحراق كتبه ووصف الامام الذهبي بأنه خبيث والشيخ سيد سابق بأنه مجوسي ولعن سيد قطب وأثنى هو وأتباعه على الشيخ عبدالناصر لأنه شنقه، مع أنه يمتنع عن الإجابة عن حكم الباطنيين والروافض بل على العكس فانه يتولاهم ويأمر أتباعه بموالاتهم واستخدامهم درعاً واقياً وغطاء منيعاً ليستكمن هو وأتباعه بهم من ضرب المسلمين والدعاة إلى الله ولو في المساجد، وإذا قيل لهم كيف توالون غير المسلمين وتثنون عليهم: قالوا : هذا " ذكاء " وليس موالاة للكفار. ولكن سيعلمون عاقبة هذا الذكاء حين يحشرون معهم يوم القيامة إن لم يتوبوا من ذلك.

·    ولم يكد ينجوا داعية أو مسلم من ضربهم وايذائهم، وصار اقتحام المساجد عند اتباعه ( فتحاً مبيناً ) وحكم على ذلك من يسميهم بالوهابيون بالكفر والردة: ثم ما المانع بعد ذلك من إهراق دمهم والمرتد مهدور الدم!!.

ولقد بلغ تهوره أن منع المقيمين من أتباعه في السعودية من الدخول إلى مساجد ( الوهابيين ) ورخص لهم أكل الثوم والبصل قبيل إقامة صلاة ركعتي الجمعة كي يصيروا معذورين بل منهيين عن دخول المساجد.

ولكم أن تسألوا أئمة المساجد في لبنان من شماله إلى جنوبه: أي مسجد سلم من فتنهم وصيحاتهم وضربهم واطلاق نيرانهم. اسألوا عدنان ياسين: كم مرة حاولوا قتله، اسألوا الداعية حسن قاطرجي: ماذا فعل لهم حتى يلاحقوه دائماً وينهالوا عليه بالضرب والأذى؟ إسألوا جمال الذهبي وعبد الحميد شانوحا وغيرهم: لماذا تركوا لبنان أليس بسبب تعرضهم للضرب والأذى فآثروا الرحيل ؟

 

ولكم أن تستمعوا إذاعتهم التي " أعينوا " على تأسيسها حيث يستعملونها منبراً للتطاول على الآخرين فوصفوا الشيخ محمد علي الجوزو بأقذع النعوت وجعلوه رجلاً داعراً، ولو كان ثمة حكم إسلامي لأقام على هؤلاء حكم القذف .

·  فأين ( الانفتاح الديني ) الذي يدعونه؟ هل هو إلا الانفتاح على ( المتواطئين ) الذين يستخدمونهم في شق عصا المسلمين وشيوع البغضاء والكراهية بين المسلمين ! .

 

·  أما الباطنيون فلم يتكلم هو ولا اتباعه فيهم بكلمة واحدة، وليس من كتاب للحبشي إلا وقد اطلعت عليه يتكتم عليهم. وأتباعه ينشرون الإعلانات في مدحهم والثناء عليهم، فهل يعقل أن يكون هؤلاء أهدى  سبيلاً من سيد والمولوي والألباني وابن تيمية وابن باز.

 

بل قد بدأت حقيقة الحبشي تنكشف في آخر محاضرة له في طرابلس حيث أخذ يحث على الإستغاثة بأئمة أهل البيت وأنه لا حرج أن يقول يا علي يا حسين على النحو الذي تفعله الشيعة. وتنكشف الآن حقائق عن تنسيق وتعاون بينه وبين الباطنيين لا سيما حين أسهم الباطنية في مصادرة كتاب ( إطلاق الأعنة عن مخالفات الحبشي للكتاب والسنة )  الذي رد مؤلفه على الحبشي وكشف طعنه بالسيدة عائشة واتهمها بعصيان ربها وتطاول على بعض الصحابة ليتقرب بهم إلى الباطنيين .

وأضرب لذلك مثلاً: هل يجرؤ الحبشي أن يكتب فتوى بخط يده في تكفير الخميني لقوله " إن لأمتنا مقاماً عظيماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل" [الحكومة الإسلامية 52 للخميني] ؟ هل يجرؤ إن كان من صفاته حقاً الرد على أهل البدع والضلالة؟ لا أظنه يجرؤ على ذلك وإلا لكان في ذلك قطع الرزق!!.

 

وصارت تسمع له بعض الفتاوى الشاذه. فحكم بجواز سرقة الجيران إذا كانوا نصارى. وبجواز أن يرى النبي e في اليقظة بين الناس. وأجاز أكل الربا وصد عن دفع الزكاة، وأجاز لعب القمار والمراهنة [حتى إن النائب عن الأحباش في البرلمان ( عدنان الطرابلسي ) أعطى صوته لمشروع " تنظيم القمار " متابعة منه لفتوى شيخه ثم لما استنكر الناس منه تصديقه على هذا المشروع زعم أنه وقع عليه من غير أن يتنبه لذلك ]، وزعم أن الصحابة مقلدون، والنسبة إلى التقليد نسبة إلى الجهل كما نص عليه السيوطي وكثيرون. وزعم أنه لولا أن الله أعان الكافر على الكفر ما استطاع الكافر أن يكفر، وأن من زعم أن الله يتكلم حقيقة: يكفر. وأخذ يتفنن في إصدار فتاويه في التحايل على الله في الفقه.