بحث محرر عن حاضر العلمانية
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد حمد الله والثناء عليه وشكره على نعمة التي أسأله سبحانه أن يجعلنا نستعملها في طاعته والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم واله وصحبه وقارئ هذي الأحرف وكاتبها, أما بعد:
تعرضت الأمة الإسلامية على مر العصور بأمراض وأعداء وخيانات , لسنا هنا بصدد تجريم الأساليب التي كادت تؤدي بالأمة للهلاك فلهم مبرراتهم التي كنا سننتهجها ضدهم لو كنا في مكانهم , إذاً لماذا هذا البحث الذي يتعرض لأقوى أسلحة الأعداء الفكرية "العلمانية" ؟ هذا البحث المتواضع يتناول مرحلة مهمة من مراحل هذا التيار الذي وفد على الأمة الإسلامية واستهدف إبعادها عن عقيدتها وربطها بالفكر المهيمن في هذا العصر البعيد عن هدي الله ومنهج رسوله - صلى الله عليه وسلم- , وكما هو الحال مع الفتن : "أول من يتنبأ بها العلماء ثم يراها المثقفون وأخيرا يعلم بها العامة بعد أن ولت مدبرة" , صحيح أن العلمانية انحسرت بمصطلحها ( القديم ) وانحسرت معها قوة الخطاب الديني الممانع رغم أن الجوهر قد بقي بل وتعدد وتشكل بصورة مدارس أدبية وسياسية واجتماعية كما سنطرح لاحقاً بإذن الله عز وجل ..
راجياً من الله أن يكتب لهذا البحث التوفيق والنجاح وأن لا يحرم القائم عليه من الدرجات في الدنيا والآخرة .. والله ولي التوفيق
التعريف :
الترجمة الصحيحة : اللادينية أو الدنيوية ، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيدا عن الدين, وقد ظهرت في أوربا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر.
أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين ، ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع و إبقاءه حبيسا في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه.
جاء في القاموس الانجليزي بيان معنى كلمة العلمانية : أن الأخلاق والتعليم يجب أن لا يكونا مبنيين على أسس دينية
أما دائرة المعارف البريطانية فتعرف العلمانية بأنها:حركة اجتماعية تهدف إلى نقل الناس من العناية بالآخرة إلى العناية بالدار الدنيا فحسب.
نشأة العلمانية:
ظهرت العلمانية في أوربا منذ القرن السابع عشر لكنها لم تطبق كنظام سياسي إلا بولادة الحكومة الفرنسية سنة 1789م وهي أول حكومة لا دينية تحكم باسم الشعب.
وقد قامت العلمانية على عدة نظريات حتى وصلت إلى مفهومها الحالي:
-نظرية التطور: ظهر كتاب أصل الأنواع سنة 1859م لتشارلز دارون الذي يركز على قانون الانتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب ، وقد جعلت الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها وهذه النظرية أدت إلى انهيار العقيدة الدينية المحرفة ونشر الإلحاد.
- ظهور نيتشه: وفلسفته التي تزعم بأن الإله قد مات وأن الإنسان الأعلى (السوبرمان) ينبغي أن يحل محله.
- دوركايم (اليهودي):جمع بين حيوانية الإنسان وماديته بنظرية العقل الجمعي.
- فرويد (اليهودي): صاحب التفسير المادي للتاريخ الذي يؤمن بالتطور الحتمي وهو داعية الشيوعية ومؤسسها الأول الذي اعتبر الدين أفيون الشعوب .
دخول العلمانية إلى العالم الإسلامي:
- في مصر : دخلت العلمانية مصر مع حملة نابليون بونابرت ، وأدخل الخديوي إسماعيل القانون الفرنسي سنة 1883م
- الهند : حتى سنة 1791م كانت الأحكام وفق الشريعة الإسلامية ثم بدأ التدرج من هذا التاريخ لإلغاء الشريعة بتدبير الانجليز وانتهت تماما في أواسط القرن التاسع عشر.
- الجزائر : إلغاء الشريعة الإسلامية بعد الاحتلال الفرنسي سنة 1830م
- تونس : أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1906م
- المغرب : أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1913م
- تركيا :لبست ثوب العلمانية بعد إلغاء الخلافة واستقرار الأمور تحت سيطرة مصطفى كمال أتاتورك.
- العراق والشام: ألغيت الشريعة أيام إلغاء الخلافة العثمانية وتم تثبيت أقدام الإنجليز والفرنسيين فيهما.
- معظم أفريقيا: فيها حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل الاستعمار
- اندونيسيا ومعظم بلاد جنوب شرقي آسيا: دول علمانية.
- انتشار الأحزاب العلمانية والنزعات القومية: حزب البعث، الحزب القومي السوري، النزعة الفرعونية، النزعة الطورانية، القومية العربية.
أنواع العلمانية
النوع الأول : العلمانية الملحدة أو العلمانية المتطرفة .
وهي ما تسمى بالشيوعية أو الماركسية , وهي التي تنكر الدين من الكلية , بل تنكر وجود الله تعالى , وتحارب وتعادي الدين وأهله , إلا أن الحكم بكفره أمر ظاهري لكافة المسلمين
النوع الثاني : العلمانية المعتدلة
وهم الذي لا ينكرون وجود الله تعالى , بل ويسمحون بإقامة الشعائر الدينية على مستوى الدولة والأفراد , ويسمون أحياناً ديمقراطيين أو تنويريين , وهذا النوع فيه إضلال و تلبيس على عوام المسلمين
النوع الثالث : العلمانية الدينية
هناك نوع ثالث من أنواع العلمانية , وهو ما يسمى بالعلمانية الدينية , وهم فئة من الشيوخ الذين انفتحوا على الغرب انفتاحاً قدموا به العقل على نصوص الشرع عبر تأويليها وإعادة تفسير التراث الإسلامي
نتائج العلمانية وثمارها في العـالم العـربي والإسلامي :
أولا : رفض الحكم بما أنزل الله , وإقصاء الشريعة الإسلامية
ثانيا : تحريف التاريخ الإسلامي وتزييفه وتصوير العصور الذهبية للفتوح الإسلامية على أنها عصور همجية تسودها الفوضى والمطامع الشخصية
ثالثا : إفساد التعليم وجعله خادماً لنشر الفكر العلماني وذلك عن طريق :
*بث الأفكار العلمانية في ثنايا المواد الدراسية بالنسبة للتلاميذ والطلاب في مختلف مراحل التعليم
*تقليص الفترة الزمنية المتاحة للمادة الدينية إلى أقصى حد ممكن
*منع تدريس نصوص معينه لأنها واضحة وصريحة في كشف هؤلاء العلمانيين
*تحريف النصوص الشرعية عن طريق تقديم شروح مقتضبة ومبتورة بحيث تبدو وكأنها تؤيد الفكر العلماني أو على الأقل أنها لا تعارضه
*إبعاد الأساتذة المتمسكين بدينهم عن التدريس , وذلك عن طريق تحويلهم إلى وظائف إدارية أو عن طريق إحالتهم إلى المعاش أو رميهم وحذفهم إلى المناطق النائية والبعيدة
*جعل مادة الدين مادة هامشية حيث يكون موضوعها في آخر اليوم الدراسي وجعلها لا تؤثر في تقديرات الطلاب
*إذابة الفوارق بين حملة الرسالة الصحيحة وهم المسلمون , وبين أهل التحريف والتبديل والإلحاد , وصهر الجميع في إطار واحد
*كذلك من ثمارها في بعض البلاد الإسلامية نشر الإباحة والفوضى الأخلاقية
*كذلك محاربة الحجاب الإسلامي وفرض السفور والاختلاط في المدارس والجامعات والمصالح والهيئات
*كذلك إفساح المجال في وسائل الإعلام المختلفة للعلمانيين المنحرفين لمخاطبة أكبر عدد من الناس لنشر الفكر الضال المنحرف
*كذلك من ثمارها الخبيثة مطاردة الدعاة ومحاربتهم
أشهر المدارس العلمانية
أ – مدرسة الديمقراطية
فالديمقراطية هي كلمة مجموعة من كلمتين هما , ديموس ومعناها الشعب والكلمة الثانية كراتس ومعناها السلطة , أي سلطة الشعب أو حكم الشعب بالشعب
مفاهيم وقِيَم الديمقراطية :
الديمقراطية هي حُكمُ الأكثريّة لكن النوع الشائع منها (أي الديمقراطية الليبرالية) يوفر حمايةُ حقوق الأقليات والأفراد عن طريق تثبيت قوانين بهذا الخصوص بالدستور، ويتجلّى كلّ ركنٍ في عدَدٍ من المفاهيم والمبادِئ سوف نبسُطها تالياً. ويندرُ أن تحوذَ دولةٌ أو مجتمعٌ ما علَى هذه المفاهيم كلها كاملةً غير منقوصة، بل أنّ عدَداً من هذه المفاهيم خِلافِيّ لا يَلقَى إِجماعاً بَين دعاة الديمقراطية المتمرّسين.
مبادئ تحكيم حكم الأكثرية ومفاهيمه :
هي مفاهيم ومبادِئ مصمَّمةٌ حتَّى تحافظ الأكثريّة علَى قدرتها علَى الحكم الفعّال والأستقرار والسلم الأهلي والخارجي ولمنع الأقليّات من تعطيل الدولة وشلّها:
· مبدأ تداول السلطات سلمياً
· بدأ حكم الأكثريّة
· مبدأ فصل السلطات ومفهوم تجزِيء الصلاحيات
· مبدأ التمثيل والأنتخاب
· مفهوم المعارضة الوفيّة
· مفهوم سيادة القانون
مفهوم اللامركزيّة
وقد عرفها الشيخ د.سفر الحوالي : نظام غربي قائم على حكم الشعب نفسه بنفسه، فالحاكمية فيه ليست لله عز وجل بل للشعب نظرياً، ولأصحاب رؤوس الأموال في حقيقة الأمر.
ب – المدرسة الرأسمالية :
أما المدرسة الرأسمالية فهي نظام اقتصادي ذو فلسفة اجتماعية وسياسة , وتنمية الملكية الفردية والمحافظة عليها
ومن أسس الرأسمالية البحث عن الربح بشتى الطرق والأساليب وتقديس الملكية الفردية وذلك بفتح الطريق إلى أن يستغل كل إنسان قدراته في زيادة ثروته من أي طريق سواء كان حلالا أو حراما
أسس الرأسمالية :
-البحث عن الربح بشتى الطرق والأساليب إلا ما تمنعه الدولة لضرر عام كالمخدرات مثلاً.
- تقديس الملكية الفردية وذلك بفتح الطريق لأن يستغل كل إنسان قدراته في زيادة ثروته وحمايتها وعدم الاعتداء عليها وتوفير القوانين اللازمة لنموها واطرادها وعدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية إلا بالقدر الذي يتطلبه النظام العام وتوطيد الأمن.
- المنافسة والمزاحمة في الأسواق Perfect Competition.
- نظام حرية الأسعار Price System وإطلاق هذه الحرية وفق متطلبات العرض والطلب، واعتماد قانون السعر المنخفض في سبيل ترويج البضاعة وبيعها.
من عيوب الرأسمالية :
*انتشار الأنانية حيث يتحكم الفرد أو الأفراد بالأسواق المالية العالمية تحقيقا لمصالحهم الذاتية دون تقدير حاجة الناس
*الاحتكار , حيث يقوم الشخص الرأسمالي باحتكار البضائع وتخزينها حتى إذا ما فقدت من الأسواق باعها بسعر مضاعف يبتز به المستهلكين
* ابتزاز الأيدي العاملة والكادحة وذلك لأن الرأسمالية تجعل الأيدي العاملة سلعة خاضعة لمفهوم العرض والطلب مما يجعل العامل معرضا في كل لحظة لأن يستبدل به غيره ممن يأخذ أجرا اقل أو يؤدي عملا أكثر أو خدمة أفضل
* البطالة وهي ظاهرة مألوفة في المجتمع الرأسمالي , وتكون شديدة الظهور إذا كان الإنتاج أكثر من الاستهلاك مما يدفع صاحب العمل إلى الاستغناء عن الزيادة في هذه الأيدي التي تثقل كاهله
جـ - المدرسة الوجودية
التعريف :
الوجودية اتجاه فلسفي يغلو في قيمة الإنسان ويبالغ في التأكيد على تفرده وأنه صاحب تفكير وحرية وإرادة واختيار ولا يحتاج إلى موجه. وهي فلسفة عن الذات أكثر منها فلسفة(*) عن الموضوع. وتعتبر جملة من الاتجاهات والأفكار المتباينة التي تتعلق بالحياة والموت والمعاناة والألم، وليست نظرية فلسفية واضحة المعالم. ونظراً لهذا الاضطراب والتذبذب لم تستطع إلى الآن أن تأخذ مكانها بين العقائد والأفكار.
الأفكار والمعتقدات:
يكفرون بالله ورسله وكتبه وبكل الغيبيات وكل ما جاءت به الأديان(*) ويعتبرونها عوائق أمام الإنسان نحو المستقبل. وقد اتخذوا الإلحاد مبدأ ووصلوا إلى ما يتبع ذلك من نتائج مدمرة.
يعاني الوجوديون من إحساس أليم بالضيق والقلق واليأس والشعور بالسقوط والإحباط لأن الوجودية لا تمنح شيئاً ثابتاً يساعد على التماسك والإيمان وتعتبر الإنسان قد أُلقي به في هذا العالم وسط مخاطر تؤدي به إلى الفناء.
يؤمنون إيماناً مطلقاً بالوجود الإنساني وتخذونه منطلقاً لكل فكرة.
يعتقدون بأن الإنسان أقدم شيء في الوجود وما قبله كان عدماً وأن وجود الإنسان سابق لماهيته.
يعتقدون أن الأديان والنظريات الفلسفية التي سادت خلال القرون الوسطى والحديثة لم تحل مشكلة الإنسان.
يقولون: إنهم يعملون لإعادة الاعتبار الكلي للإنسان ومراعاة تفكيره الشخصي وحريته وغرائزه ومشاعره.
يقولون بحرية الإنسان المطلقة وأن له أن يثبت وجوده كما يشاء وبأي وجه يريد دون أن يقيده شيء.
الجذور الفكرية والعقائدية:
إن الوجودية جاءت كردِّ فعل على تسلط الكنيسة وتحكمها في الإنسان بشكل متعسف باسم الدين
تأثرت بالعلمانية وغيرها من الحركات التي صاحبت النهضة الأوروبية ورفضت الدين والكنيسة.
تأثرت بسقراط الذي وضع قاعدة "اعرف نفسك بنفسك".
تأثروا بالرواقيين الذين فرضوا سيادة النفس.
كما تأثروا بمختلف الحركات الداعية إلى الإلحاد والإباحية.
د – المدرسة الرومانسية
التعريف :
● الرومانسية أو الرومانتيكية مذهب أدبي يهتم بالنفس الإنسانية وما تزخر به من عواطف ومشاعر وأخيلة أياً كانت طبيعة صاحبها مؤمناً أو ملحداً، مع فصل الأدب عن الأخلاق. ولذا يتصف هذا المذهب بالسهولة في التعبير والتفكير، وإطلاق النفس على سجيتها، والاستجابة لأهوائها. وهو مذهب متحرر من قيود العقل والواقعية اللذين نجدهما لدى المذهب الكلاسيكي الأدبي، وقد زخرت بتيارات لا دينية وغير أخلاقية.
- ويحتوي هذا المذهب على جميع تيارات الفكر التي سادت في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وأوائل القرن التاسع عشر.
- والرومانسية أصل كلمتها من : رومانس romance باللغة الإنجليزية ومعناها قصة أو رواية تتضمن مغامرات عاطفية وخيالية ولا تخضع للرغبة العقلية المتجردة ولا تعتمد الأسلوب الكلاسيكي المتأنق وتعظم الخيال المجنح وتسعى للانطلاق والهروب من الواقع المرير، ولهذا يقول بول فاليري: "لا بد أن يكون المرء غير متزن العقل إذا حاول تعريف الرومانسية".
الأفكار والمعتقدات :
- الذاتية أو الفردية: وتعد من أهم مبادئ الرومانسية ، وتتضمن الذاتية عواطف الحزن والكآبة والأمل، وأحياناً الثورة على المجتمع. فضلاً عن التحرر من قيود العقل والواقعية والتحليق في رحاب الخيال والصور والأحلام.
التركيز على التلقائية والعفوية في التعبير الأدبي، لذلك لا تهتم الرومانسية بالأسلوب المتأنق.
-تنزع بشدة إلى الثورة وتتعلق بالمطلق واللامحدود.
- الحرية الفردية أمر مقدس لدى الرومانسية، لذلك نجد من الرومانسيين من هو شديد التدين مثل: شاتوبريان ونجد منهم شديد الإلحاد مثل شيلي. ولكن معظمهم يتعالى على الأديان والمعتقدات والشرائع التي يعدها قيوداً.
- الاهتمام بالطبيعة، والدعوة بالرجوع إليها حيث فيها الصفاء والفطرة السليمة، وإليها دعا روسو.
- فصل الأدب عن الأخلاق، فليس من الضروري أن يكون الأديب الفذ فذ الخلق. ولا أن يكون الأدب الرائع خاضعاً للقوانين الخلقية.
- الإبداع والابتكار القائمان على إظهار أسرار الحياة من صميم عمل الأديب، وذلك خلافاً لما ذهب إليه أرسطو من أن عمل الأديب محاكاة الحياة وتصويرها.
- الاهتمام بالمسرح لأنه هو الذي يطلق الأخيلة المثيرة التي تؤدي إلى جيشان العاطفة وهيجانها.
- الاهتمام بالآداب الشعبية والقومية، والاهتمام باللون المحلي الذي يطبع الأديب بطابعه، وخاصة في الأعمال القصصية والمسرحية.
وعي المجتمع :
قمنا بعمل استطلاع للرأي لبعض أفراد المجتمع الإسلامي , وأكد الاستطلاع وجود وعي نسبي لدى من هم فوق (25 سنة) وقلتها عند من هم دونها وقد يعود السبب إلى أن تلك الفترة شهدت تدافعاً كبيراً بين التيارات والمذاهب الفكرية فنتج عنها هذا الوعي , وكانت إجابات العينة العشوائية من المجتمع –ومعظمهم طلاب جامعيون- على سؤال "ماذا تعرف عن العلمانية؟" يحوم حول صراع هذا التيار مع الإسلاميين , فقد نصت معظم الإجابات على أن العلمانية -بالترتيب حسب أكثرية التكرار- : "هم مجموعة من الناس يريدون تغير حدود الدين" أو "لهم اعتقادات وتفكير منحرف" و "يريدون إدخال الشك على من هم ثابتين على دينهم" وأتت بعض الإجابات الطريفة على غرار " هم اللذين لا دين لهم ويألفون دين آخر" وهم نسبة 45% وفي الدرجة الثانية من فهم الناس للعلمانية جاء تعريفها من الناحية السياسية بقولهم "هم من يفصلون الدين عن الدنيا" أو "فرقة تهدف للتفريق بين السياسية والدين" وكانت بنسبة 30% وأما بقية الإجابات وهي ما تشكل 25% من مجمل الإجابات فقد كانت تنم عن جهل تام بالعلمانية وتركزت جلها على عبارة مثل "ما أدري"!
الخاتمة :
وفي ختام هذا البحث نذكر بأهمية العمل بعد العلم { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك}، ولست أقصد بالعمل ذلك العمل الذي يعود نفعه وخيره على شخص العامل فقط من وقاية ونحوها ، ولكن أين العمل الذي يعود نفعه وخيره على الأمة الإسلامية؟ إنه مما يجب علينا إذا علمنا الحق أن نعتقد به ثم لا نكتفي بذلك حتى ندعو غيرنا ونبصرهم بحقيقة هذا الدين ، وبتكالب الأعداء علينا من داخلنا وخارجنا ، وبحجم المأساة التي تعيشها الأمة الإسلامية ، ولا يصدنا عن القيام بهذا الدور ما نلقى من عنت ومشقة ومن صدود من جانب الناس فتذكر أدوات العدو وتشخيص واقع الأمة لم يكن يوماً لأجل صنع بكائيات ومظلوميات , بل لنعرف ونعمل, ومن لم يعرف خطوته التي هو فيها , لم يعرف أين يضع خطوته القادمة وهذا هو الهلاك.
عرفنا بأن العلمانية دعوة إلى إقامة الحياة على أسس العلم الوضعي والعقل بعيدا عن الدين الذي يتم فصلة عن الدولة وحياة المجتمع وحبسه في ضمير الفرد ولا يصرح بالتعبير عنة إلا في أضيق الحدود . وكونها تعارض الإسلام لا يعني أنها قامت على ذلك ولأجله ولم يبنها الغرب لتكون سلاحاً بيدهم على المسلمين , لكنهم استغلوها في بعد عليهم ,
أخيراً : هذا البحث يخبرك بالعدو وسلاحه في أسلوب سهل .. قريب .. يفهمه المبتدئ .. وينتفع به المنتهي .. فما بقي لنا من عذر!
.
المراجع
الحوالي , سفر بن عبد الرحمن . العلمانية . مكة : جامعة أم القرى , 2008م
الجهني , د.مانع بن حماد . الموسوعة الميسرة . الرياض : دار الندوة العالمية , 2003م
الحربي , ممدوح . موسوعة الفرق والمذاهب والأديان المعاصرة . القاهرة : ألفا , 2010م
جريشه , د.علي . حاضر العالم الإسلامي . جدة : دار المجتمع , 1986م
قطب , د.محمد . رؤية إسلامية لأحوال العالم العاصر . الرياض : دار الوطن , 1991م
الحوالي , د.سفر بن عبد الرحمن . أصول المذاهب والأديان المعاصرة . الرياض : البيان , 1430هـ
- قرأت 1859 مرة