حكم دخول العيد وصلاة العيد في ظل البطش والعدوان
الجواب:
الحمد لله ، والصلاة على رسول الله ، وبعد:
أولاً : النظام السوري فاقد لشرعيته ، ولا يعتمد عليه في إثبات دخول شهر رمضان أو خروجه .
والواجب على الثوار في الداخل تشكيل هيئة شرعية تترائى الهلال ، وتكون المعتمد في إثبات العيد .
فإن تعذر ذلك، فالواجب متابعة الدول المجاورة لسوريا ، والتي تعتمد الرؤيا الشرعية في إثبات دخول الشهر وخروجه .
ثانياً : إن توافق إعلان العيد في دول المنطقة مع إعلان المؤسسة الدينية التابعة للنظام : فلا إشكالية في ذلك، ويكون الفطر وصلاة العيد في اليوم نفسه .
أما إن اختلف إثبات العيد، بأن ثبت بالرؤية أو بموافقة دول الجوار أن العيد يوم السبت، بينما أثبته النظام يوم الأحد أو الاثنين، أو ثبت يوم الأحد بينما أثبته النظام يوم الاثنين فيفطر الناس في اليوم الذي ثبت فيه العيد بالرؤية أو الموافقة، ثم:
أ- إن استطاعوا أداء صلاة العيد منفردين عن النظام كما هو الحال في المناطق التي لا سلطة للنظام فيها، أو دون تعرُّض لأذى النظام وإجرامه : فعليهم أن يُقيموها في وقتها.
ب- وإن تعذر عليهم إقامة الصلاة بسبب الخوف من بطش النظام وإجرامه : فعليهم الفطر في ذلك اليوم ، ويجوز لهم تأخير صلاة العيد لليوم التالي.
قال الزيلعي في تبيين الحقائق : " تُؤَخَّرُ صَلَاةُ الْعِيدِ إلَى الْغَدِ إذَا مَنَعَهُمْ مِنْ إقَامَتِهَا عُذْرٌ".
وقال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح : " إِنْ حَدَثَ عُذْرٌ مَنَعَ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ الزَّوَالِ ، صَلَّاهَا مِنَ الْغَدِ قَبْلَ الزَّوَالِ ".
ثالثاً : من بدأ صيام رمضان مع المؤسسة الدينية التابعة للنظام ، ثم اقتنع بموافقة الثوار في عيدهم :
أ- فإن كان العيد يوم الأحد ، فليس عليه شيء ، لأنه يكون قد صام (29) يومًا .
ب – وأما إن كان العيد يوم السبت، فيفطر معهم، ويلزمه قضاء يوم لأنه صام (28 ) يوماً، والشهر القمري لا يكون إلا (29) أو (30) يومًا.
نسأل الله أن يتقبل من أهلنا صلاتهم وصيامهم وجهادهم، وأن يقر أعيننا بنصر قريب وفرج عاجل.
والحمد لله رب العالمين.
- قرأت 1993 مرة