خاطرة .. لا تَرْفَعوا أبْصارَكُم عَنْ حَلَب!

الأستاذ عصام العطار
لا تَرْفَعوا أبْصارَكُم عَنْ حَلَب
في حَلَب الآن مَلْحَمَة مِنْ أرْوَعِ مَلاحِم التّاريخ، ومَأساة مِنْ أفجَعِ مَآسي التّاريخ.
ظُلم وطُغْيان وإجرام مُسَلَّح في البَرّ والبَحْر والجَوّ بأفتَك سِلاح، ووحشِيَّة تَجاوَزَت بقسوَتِها وفَظاعَتِها وحشِيَّةَ الوُحوش.
وفي مُقابلِ ذلِك شَبابٌ لا يَكادونَ يَمْلِكونَ أبسَطَ سِلاح، ولا أبسَطَ أسبابِ الحَياة.. شَبابٌ ارْتَفَعوا بإيمانِهِم وشَجاعَتِهِم وبُطولاتِهِم وثَباتِهِم فوقَ الحَياةِ والموت، والأمنِ والخوف، واللذَّةِ والألَم، يُدافِعونَ عَنِ الأرض والعِرْض والكَرامَة والشَّرَف، ويُؤْثِرونَ أبشَعَ صُوَرِ الموتِ والعَذاب عَلَى المَذَلَّة والهَوان والاستِسْلام.
والعالَمُ كُلُّهُ يَتَفَرَّج، يَتَفَرَّج يَتَفَرَّج ولا يَعْمَلُ شيئاً!!!!!
كانَ اللهُ مَعَكُم أيُّها الشُّهَداءُ الأحياء.
كانَ اللهُ مَعَكِ يا حَلَب.
كانَ اللهُ مَعَكِ يا سوريّا.
كُلُّ سورِيٍّ وعَرَبيٍّ ومسلِم، وكُلُّ إنسانٍ إنسانٍ في الدنيا مسؤولٌ عَنْ حَلَب وما يَقَعُ في حَلَب إن لم ينهَضْ بكُلِّ ما يستَطيعُهُ مِنَ الواجب.