حكم التعامل ببورصة الذهب وتوزيع عوائدها إلى الأسر المتضررة بسوريا

نحن مجموعة شباب من سوريا نقوم بالعمل الإغاثي ومساعدة الأسر المتضررة جراء الأحداث الحاصلة في سوريا، ونحتاج ما يقارب 10 ملايين ليرة سورية لتغطية الأسر بشكل بسيط جداً وهو الحد الأدنى . وقد ضاقت بنا السبل، وقد تعرفنا بأخ من أهل الخير، ويقوم بمساعدتنا، وقد طرح علينا فكرة ونحن نضعها بين يديكم ونتمنى اعطائنا رأيكم فيها . سوف يقوم الأخ بتخصيص مبلغ من المال في بورصة الذهب، ويقوم بشراء الذهب وبيعه في البورصة وجميع عوائد هذا العمل سوف تذهب للأسر المتضرر في الداخل مع العلم اننا سوف نقوم بشراء الذهب بكامل الثمن وليس رعبون أو دفعة بل بكامل المبلغ. مثال: لدينا 3 مليون ريال نقوم بشراء ما يعادل هذا المبلغ فقط، ونقوم بعد فترة ببيعه أو ما يراه مناسب وجميع أرباح هذا العمل تخصص لأهلنا في سوريا حصراً فهم بأمس الحاجة إليه الآن وجزاكم الله خيراً وألهمكم الرشاد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إن بيع وشراء الذهب جائز بشروطه ،وهي التقابض الكامل في مجلس العقد. ويوجد من المصارف والوكلاء من يقوم بذلك بشكله الصحيح وهم قلة بين كثرة تدعي ذلك دون حقيقته.
المسألة في نظري هي أبعد من بيع وشراء؛ إنها المضاربة بالذهب أو غيره. أنا أرى المضاربة (بشكل شراءات وبيوع متتالية بقصد ملاحقة فروق الأسعار للاسترباح منها) لأي سلعة من معدن أو غيره أو لنقد (وكذا بيع وشراء النقد جائز مثل الذهب) محرمة لأنها لا تتضمن أي معنى من معاني التجارة وهي خدمة المتعاملين. لذلك أعتبر بعض أنواع المعاملات محرمة لأن منهجها وأسلوبها تعني المضاربة فقط مثل المضاربة بالذهب والمعادن والعملات الأجنيبة بواسطة مواقع التداول المخصصة لذلك على الانترنت مما يسمى internet trading forum shuch as Forex. ومثل ما يسمى المتاجرة اليومية day trading.
 الخلاصة: أنني أعتبر المتاجرة بالذهب والعملات محرمة لغير من يحتاجها أو يتخذها مهنة له، وبخاصة إذا كانت بواسطة مواقع الانترنت..
وقد لا يقل عن ذلك أهمية المخاطرة الكبيرة فيها فلا ينصح بها حتى لو قامت بأصولها الشرعية. ثم بكل تأكيد لا أراها جائزة لجمعية أو هيئة تقوم على التبرعات مثل هيئتكم.
والله أعلم.
أ. د. منذر قحف
تمويل واقتصاد إسلامي
كلية الدراسات الإسلامية
جامعة حمد بن خليفة
الدوحة - قطر
المفتى أو المستشار: 
أ. د. منذر قحف