( أسميتهم غلاة التيار الجهادي )....الغلاة في مواجهة المجاهدين

من الجزء الأول ... هكذا يقول أبو مصعب السوري ( ص 37 ) عن حالة داخل المجاهدين في كتابه ( مختصر شهادتي على الجهاد في الجزائر 1988 - 1996 ) – الكتاب هو مصدر كل النصوص في هذه الورقة - هذا الكتاب يعد شهادة مشارك في واحده من أكثر التجارب الجهادية فتنة ودموية في الداخل الجهادي وفي الخارج الشعبي والإسلامي، وقد نقل أبو مصعب جانباً من ذلك بالتفصيل والتحليل، وقد وصف الشيخ سليمان العلوان هذا الكتاب بأنه عظيم النفع، وكثيرا ما يوصي بقراءته، ويعد أبو مصعب السوري في الداخل الجهادي والخارجي الأجنبي واحداً من أكثر العقول التي نظرت للمجموعات الجهادية المعاصرة، لذا فقد أعلنت الحكومة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عن جائزة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يسلم الرجل. هنا تبدأ رحلة جديدة مع التجربة الجزائرية على مركب أبي مصعب ... مبررات قتل المجاهدين: في الجزائر مجموعة من الغلاة قتلت عددا كبيرا من المجاهدين ولاحقت آخرين وعذبت آخرين كما يقول أبو مصعب، وهو أمر اشتهر واعترفت بذلك الجماعة المسلحة في بيانات نشرت في نوافذ إعلامية تمثلها، وقد قدمت عدد من المبررات لقتلهم. ينقل أبو مصعب مبرراتهم لقتل المجاهدين في الجزائر فيقول: ( أواخر سنة (1995).. تجرأ أبو عبد الرحمن أمين وقياداته المنحرفة التي تدرجت في الإجرام على اغتيال الشيخ محمد السعيد و المجاهد عبد الوهاب العمارة وغيرهما من المجاهدين المنتمين لجماعة الطلبة والذين كانوا قد دخلوا بموجب الوحدة في الجماعة ... فقتلهم أبو عبد الرحمن أمين بدعوى تحضيرهم للانقلاب على قيادته .وبدعوى الحفاظ على الهوية السلفية للجماعة بزعمهم .. ومن هناك بدأت حقيقة الانحرافات عن مسار الجماعة تتكشف.) ص 17 و يقول أيضا: ( وزعمت أنهم كانوا بصدد انقلاب واتصالات بالحكومة للعودة إلى المسار الديمقراطي, وتهم أخرى في المنهج والبدع ..و..و .) ص 33 و في موضع آخر يصف ما كانت تنشره بعض الواجهات الإعلامية للغلاة من مبررات لقتل المجاهدين و قادتهم فيقول: ( و ما حملته من أنباء قتل الأبرياء , تحت ذريعة معاونة الطاغوت ! وقُتل المجاهدين من جماعة جبل الأربعاء , وهم تلاميذ محمد السعيد تحت مسمى المبتدعة ! وقتل غيرهم من المجاهدين في غرب الجزائر بدعوى خروجهم عن طاعة الأمير! وغير ذلك من الفظائع , ونقل نشرة الأنصار كل ذلك, وبكل المباهاة والتبجح ) ص 36 وبعد خروج بيانات رافضة لفعل الغلاة في الجزائر كان هناك صوت للغلو في لندن أصر على دعم تلك الأفعال يقول عنه أبو مصعب ( وفي الموعد المنتظر تلقى الجهاديون في لندن جميعا صفعة أشد من بيان الجماعة الذي تبنت فيه تلك الجريمة بقتل السعيد وإخوانه . فقد خرجت الأنصار وهي تحوي مقالة أبي قتادة تبرر وتسوغ قتل الشيخ (محمد السعيد) ! وتعطي أمراء الجماعة الحق في قتل من يعبث بالراية والمنهج السلفي ! حتى ولو كان على قدر أمثال الشيخ محمد السعيد.!. إلى آخر تلك التسويغات الحمقاء غير الشرعية ) ص 34 بعد مرور سنوات تكرر نفس المشهد في بلد آخر، ففي العراق قُدم بعض هذه المبررات مرة أخرى عندما دخلت "دولة العراق الإسلامية" في قتال مع الفصائل الجهادية، بل قدمت مبرر أسوء، فقد ذهب الغلاة إلى أبعد من ذلك بتكفير بعض الفصائل وتخوينها يقول أبو حمزة المهاجر وزير الحرب في "دولة العراق الإسلامية" (ونعترف بمرارة أننا خسرنا كثيرا من الأماكن بعد عمالة وردة الجماعات المشكلة للمجلس السياسي للمقاومة...) الدولة النبوية ص 38 يتشكل المجلس السياسي للمقاومة العراقية من الفصائل : الجيش الإسلامي في العراق جماعة أنصار السنة – الهيئة الشرعية الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية ( جامع ) حركة المقاومة الإسلامية ( حماس – العراق ) وفي الوقت الذي قضت فيه "دولة العراق الإسلامية" بعمالة وردة المجلس أصدر الأخير عملا مرئيا فيه عدد كبير من عمليات المجاهدين التي استهدفت القوات الأمريكية في العراق ! بالنسبة لسوريا فإنه لا يوجد فصيل فيها إلا وجمعه مجلس مع ممثلين عن الأتراك أو العرب ومقصده من ذلك تقوية المجاهدين والبحث عن موارد للجهاد، وهي ممارسة سياسية مشروعة، هل سوف نسمع يوما عن جواز قتالهم لأنهم تفاوضوا مع أنظمة عميلة لأمريكا بمعنى أنهم عملاء لأمريكا ومرتدين؟! خصوصا وأن بعض المنتسبين إلى الدولة في سوريا يطلق هذا الحكم على عدد من الفصائل في سوريا.
- قرأت 167 مرة